وكالة أنباء الحوزة ـــ قصيدة شعرية إلى سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام):
رامُوا بقتلكَ يُطـفئوا نــورَ الهدى *** وسعوا كأســــلافٍ أرادوا أحــــمدا
وبوقفةٍ في الطـفّ ليــسَ نظيرُها *** أخرجتَ من رحمِ الشهـــــادةِ مولدا
فلقد حفظتَ الديــنَ حيـــن سقيتهُ *** بدمــــــــاءِ نحرٍ فـاســـــتقامَ وأوردا
ونهضت للاصـــلاح تـرشدُ أمةً *** وأبيتَ ما أجــــــــــرى يزيدُ وأفـسدا
يا ابنَ الكرامِ ومـا ســواكَ لمثلِها *** كنتَ الصـــبورَ وكـنتَ أنتَ الأجـلدا
وبفتيةٍ وصحـــــــــــابةٍ ما مثلُهم *** جـاهـــدت شـرَّ الخلقِ نلتَ السُّـؤددا
قد صلتَ في صحبٍ وفتيانٍ أتوا *** عشقوا الشهــادة واستطابوا المـوردا
وبقيت والعبـــاسُ وسطَ معسكرٍ *** فيه صغــــــــارٌ يشتكون من الصدى
لم يستطع عباسُ سمع صراخهم *** فمـــــــــضى إلى نهرِ الفراتِ مردِّدا
آليتُ أن أسقــــي العيالَ وصبيـةً *** شقّ الطـــــــــريقَ الى الفراتِ وبدّدا
فكأنه أســـــــــــــدٌ يُفرقُ جمعهم *** فالليثُ حيــــــــــــــــــدرةٌ له قد أولدا
ومضى بصارمه يحزُّ رؤوسَهم *** فكـــــــــــــــــأنه برقٌ أضاءَ وأرعدا
وبقيتَ وحـدكَ لا نصير ولا أخاً *** ما كان غيـــــركَ أن يصولَ ويصمدا
لمّا سقطت على الترابِ مضرجاً *** ترنو بعينـــــــــــــــكَ للعيالِ توجُّدا
وسبوا عيالاً لـــــيس يدركُ مثلهم *** في الخــــــــلقِ إذ بهمُ الزمانُ تفرَّدا
ياشمسُ قد كنتِ المطيـــعة عندما *** قد غبتِ، رامَ الــمرتضى أن يسجدا
ما كان أجدر أن تغيبــــــي عندما *** كان الحسيـــــنُ على الترابِ مُمدَّدا
كي يكملَ المعروفُ منك وطالمــــــــــا الإحســـــــــــــــانُ بالإتمامِ قيل مؤكّدا
عجباً لفعلكِ بالحسيــــــنِ وصحبِهِ *** يا شمـــــــــــسُ ربّي ماعدا مما بدا
هيهات صارت للكــــرامة مشهداً *** أنعم به لمّا رسمـــــــــــــتَ المشهدا
سطّرت في سفــــرِ الخلودِ رسالةً *** من رامَ أن يبـــقى على طولِ المدى
فليمضِ في أفــــقِ الشهادةِ شامخاً *** حتى يظلّ مـــــــــدى الدهورِ مخلّدا
ولقد حبــــــــــــاكَ الله من بركاتِهِ *** فترى الخــــــــلائقَ في فنائكَ سُجَّدا
وملائكٌ الرحمنِ قد حــــــفّت بهم *** تدعو لهم حتـــــــــى ينالوا المقصدا
صباح الحفار